داخل الكتب خارج العالم
نصوص عالمية حول القراءة
اختيار وترجمة راضي النماصي...
يحتوي هذا الكتاب رؤى مجموعة من أهم كتاب العالم في العصر الحديث
سبب تأليف الكتاب هو أني أعبر نفسي قاريء جيد على أقل تقدير، لكني أواجه مشكلة منذ زمن بعيد في الحديث عن الكتب التي تعجبني.
إن المبدع يقرأ حتماً بشكل مختلف عن البقية فهو يرى ما لا يراه الآخرون، وإلا لما كان يكتب ويعبر بتميز عن أقرانه.
كل ما يطلبه منك هذا الكتاب ألا تقرأ مثل باقي الناس وإلا ستفكر مثلهم.
إقرأ بشكل مختلف لترى بطريقة مختلفة، ومن هنا ستنطلق وتعبر عن ذاتك بما يختلف عن بقية من حولك.
سترى في هذا الكتاب نماذج مختلفة من القراء المميزين ونظرتهم المختلفة للقراءة وما يتصل بها.
إن البعض يقرأ حبا للتعلم، والبعض يقرأ ليخفف من خيبات الأمل والبعض لتجزية الوقت...لكن بالنسبة لي لم تكن القراءة سوى مسألة متعة أولا وتليها الفائدة بعد ذلك.
النصيحة الوحيدة التي يستطيع أن يسديها شخص لآخر حول القراءة هي ألا يتبع أي نصيحة، ولكن تتبع حواسك.
الأفكار القادمة حول القراءة يجب ألا تؤثر على استقلاليتك، وتلك هي الخاصية الأهم لأي قاريء.
بما أن للكتب تصانيف ، فيجب علينا أن ننتقي من كل صنف ما هو مفيد.
لا تُملِ على الكاتب ما يفعله في محاوله منك لأن تصبح هو.
أقحم نفسك أكثر فيما وجدت فيه نفسك.
اذا وضعنا بعين الاعتبار كيفية قراءة الروايات هي محاولة لصنع-شيئ كالمبنى ومحاولة - التحكم به لكن الكلمات أكثر أهمية واعتباراً من حجر البناء.
حينما تنتقل من روائي عظيم لروائي آخر فإنه يجب عليك أن تكون قد اقتلعت نغسك بأقوى ما يمكن وأن ترمي نفسك بعد ذلك إلى عالم الروائي الآخر.
ليس كل كاتب هو فنان عظيم بالضرورة، وليس كل كتاب هو بالضرورة عمل فني.
لا أحد يستطيع ترشيح كتل ولو كان أفضلها - للناس- إلا لو كان يعرف أدق تفاصيل كل فرد منهم.
تأتي علينا أوقات نكون فيها رهينة للتوتر والإكتآب وشعور عام بعدم الرضا وهذا -من تجربتي- أفضل وقت ليتأثر شخص ما بالهام الكتابة، وينطبق نفس الشرط على أي الهام أخر.
الحياة أقصر من أن نتبع سيرة حياة كل فرد عاش فيها، لكن علينا التواصل مع أفضل من سلف لنلتقط من الأدب بعض الأفكار العامة.
إن رغبتي القرائية بدأت تصبح أقل فأقل، واتضح ذلك بعد قراءة في جميع الإتجاهات- لمدة ستين عاما- والتوقف عن ذلك هو بحد ذاته أمر صعب.
يجب على الشخص حينما يفتتح مشوار قراءته أن يبدأ بالكتب الصادرة في زمانه، وأن يقرأ لمعاصريه.
البحث عن كتاب ما يكون أحيانا أكثر اثراءً لأرواحنا من الكتاب ذاته. هنري ميللر.
يكون الكتاب الموصى به ذو تأثير عظيم على القارئ إذا وصل هذا الكتاب في اللحظة المناسبة، ولكن كيف لصدفة سعيدة مثل هذه أن تتحقق.
ما نأمله حين نبحث عن كتل ما هو أن نجد شخصا يماثلنا تماما، ويحلم بأشياء تجعل حياتنا أكثر انفتاحا.
القارئ الساذج يستهلك الكتاب كما يستهلك الطعام، فهو يأكل ويشرب حتى يشبع...وهو مجرد متلقي.
إن نصف السكان لم يقرؤوا كتابا من قبل ، وأن عدد النساء ضمن الأقلية التي تقرأ يتعدين الرجال.
الشخص الذي لا يقرأ أو يقرأ قليلا أو يقرأ كتبا سيئة، سيتكون لديه عائق مع الوقت ستجده يتحدث كثيرا لكن المفهوم قليل لأن مفرداته ضعيفة في التعبير عن الذات.
الكتب بشكل عام أكثر خلودا منا، فحتى أسوأ الكتب تخلد مؤلفيها.
لو كنت ناشرا سأضع على كتبي أعمار المؤلفين حين ألفوا تلك الكتب بجانب اسماءهم، وذلك لأدع القرار للقراء حول التعامل مع أفكار صدرت من أشخاص كانوا أكبر منهم أو أصغر في العمر.
لكي تتأكد من أن نربي جيلا متعلما تقل فيه الجزيمة ويزيد فيه الوعي، فإن أسهل طريقة هي أن نعلمهم القراءة.
لا تمنعوا أولادكم من القراءة لأنكم تعتقدون أن ذلك الكتاب سيء، فقد يكون ذلك الكتاب متاحا لهم لولوج عوالم أخرى قد تفضلها، فالذائقة تختلف من شخص لآخر حتى بين الآباء والأبناء.
هناك طريقة أخرى لتدمير حب النشئ على القراءة وهو عدم توفير الكتب أو الأماكن المخصصة.
حصل النقيض في العصر الحالي فقد انتقلنا من من مجتمعات تحتكر المعرفة إلى مجتمعات تفيض بها.
علينا الإلتزام بعدم جعل القرّاء يشعرون بالملل بل نجعلهم يقلبون الصفحات إثر بعضها تشوقا.
أحد أفضل العلاجات لقاريئ متردد هي حكاية لا تبعثه على التوقف عن قرائتها.
إذا أردتم لأطفالكم أن يكونوا أذكياء ، فآقرؤوا لهم حكايات خيالية أكثر.
قال أحد الكتاب المشهورين:" لم أرتح يوما لمسمى الكاتب ، وهناك شيء ما بداخلي يحرض على التصحيح حينما أسمع أحدهم يناديني بذلك وأقول بأني " قارئ، قارئ استطاع الكتابة".
كل قارئ يخلق تناغمه الخاص مع الكتاب.
أدركت أن الكتب التي كنت أقرؤها كانت تعلمني وتخبرني عن أشياء لم أجربها بعد.
دائما ما تغمرني الدهشة حينما أعلم يقينا بأن مكتبة ما تحتوي بالتأكيد على كتاب، أو صفحة، أو فقرة تعبر بالكلمات عن أقصى رغباتنا الدفينة، أنارمتأكد بشدة أن هناك ما يخصني، ربما يأخذ الأمر وقتا طويلا كي أجدها ولكني متأكد تماما من وجودها.
إن هويتي الشخصية في هذا العالم هي كوني قارئا، ما أعنيه بذلك هو أن الكتب تمنحنا تجربة الحياة قبل أن نعيشها.
الخيال يسمح للبشر بخوض التجربة قبل أن يعيشوها.
إن حرفة الكتابة محدودة بفعل اللغة، واللغة من أضعف الأدوات التي بحوزة البشر، فعلى سبيل المثال نحن نريد أن نعبر عن شيء مذهل ومعقد وفي النهاية نقول :"أنا أحبك"، فنحن نأتمن المعنى عند من نتحدث له أو يقرأ ما نكتبه.
إن مصطلح القراءة الإلزامية يحوي تعارضا بين كلمتيه، فالقراءة يجب ألا تكون إلزامية.
لطالما نصحت طلابي بأن يهجروا الكتاب الذي يقرؤونه إن لم يعجبهم، لا تقرؤوا أي كتاب لأنه مشهور أو حديث
أو قديم، إذا كان الكتاب الذي تقرؤونه مملا فاتركوه، حتى ولو كان الفردوس المفقود.
يجب أن تكون القراءة هي إحدى أشكال السعادة الخالصة، لذا فإني أُلقي بوصيتي الأخيرة، إلى جميع القراء الحاليين والمستقبليين، بأن يقرؤا كثيرا ولا يغتروا بسمعة كتاب ما.
اقرؤوا من أجل متعتكم ولأجل أن تسعدوا فهذه هي الطريقة الوحيدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق